القائمة الرئيسية

الصفحات


خطبـــــــــــــــــــــــة في  مكـــــــــارم الأخــــــــــلاق


إنّ الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسولُه. . 




مصدقا لقول الله عزّ وجلّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }. سورة " آل عمران الآية  "102".

أما بعد:

إخوة الإسلام شرع الله لعباده أنواعاً من الطّاعات والقربات, وأمرنا وأمر الأمم التي قبلنا بعبادة تقرب العبد من ربّه, بها يثقل الميزان يوم القيامة, ومن أعظم هذه العبادات حُسنِ الخُلُق, قال عليه الصّلاة والسلام: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلقٍ حَسن ) "رواه الترمذي". بحسن الخُلُق تُرفع الدّرجات وتزيد الحسنات, قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( إنّ المؤمن ليدرك بحسنِ الخُلقِ درجةَ الصّائمِ القائمِ ) "رواه أبو داود". حُسن الخُلقِ ثوابه عظيمٌ؛ ولو كان بأمرٍ يسير لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أنْ تلقى أخاك بوجهٍ طلق ) "رواه مُسلم". وخيرُ الخُلقِ من كان مؤمناً واتّصفَ بحسن الخُلق. قال عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّ خِياركم أحاسنُكم أخْلاقاً ) "رواه البُخاري". وأكثر ما يدخل النّاس الجنّة مع تقوى الله حُسن الخُلق, سُئل النّبي صلى الله عليه وسلم عن أكثرما يدخل النّاس الجنة فقال: ( تقوى الله وحُسن الخٌلق ) رواه الترمذي.حُسن الخُلق يرتقي بصاحبه إلى الدّرجات العاليّة من الإيمان, قال صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ). وأعلى الدّرجات في الآخرة لمن اتصف بحسن الخُلق, قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا زعيمٌ ببيت في أعلى الجنة لمن حَسن خُلقه ) "رواه أو داود".وقد كان النّبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربّه في صلاته أنْ يهديه لأحسن الأخلاق فكان يقول:  

( اللّهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت, واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلّا أنت ) "رواه مسلم.وأقربُ النّاس منزلة من رسولنا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أحسنهم خُلقاً, قال صلى الله عليه وسلم: ( إنّ من أحبّكم إلىّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ). رواه الترمذي. وكان النّبي صلى الله عليه وسلم يُوصي صحابته مع التقوى بحسن الخُلق: فقال لمعاذ رضي الله عنه: ( اتقِ الله حيثما كنت, وأتبع السّيئةَ الحسنةَ تمحُها, وخالقْ النّاسَ بخلقٍ حسن ) رواه الترمذي. وحُسن الخٌلق بالقول والفعل من الأسباب المُنجية من النّارِ, قال عليه الصّلاة والّسلام: ( اتقوا النّار ولو بشق تمرة, فإن لم تجد فبكلمة طيبة ) متفق عليه.فاقتدوا بنبيكم بالتّخلق بأخلاق القرآن, وسيروا على نهج صحابته الكرام, وكونوا بأخلاقكم أُسوةٌ لغيركم؛ تنالوا السّعادة في الدارين,في الدنيا وفي الآخرة وتحظوا بمحبة الله ومحبّة الخالق عزّ وجلّ فلقد مدح الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وقال{ وإنّك لعلى خُلُق عظيم } سورة القلم الآية" 04"<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9786572425307684"

     crossorigin="anonymous"></script>

أنت الان في اول موضوع