القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح قصيدة اللّغة العربيّة للشاعر حافظ إبراهيم


شرح قصيدة اللّغة العربيّة للشاعر حافظ إبراهيم

1/ نبذة عن حياة الشاعر حافظ إبراهيم {1871 – 1932م }

(محمد حافظ) إبراهيم. يلقب بشاعر النيل. وهو شاعر الوطنية ، والمناسبات الخطيرة. كان رئيسا للقسم الأدبي في دار الكتب المصرية. من مؤلفاته : "ديوان حافظ"،.
شرح القصيدة:

* الفكرة الأولى: عدم عقم اللّغة العربيّة رغم ادعاء أعدائها بذلك فهي لغة عريقة .

رَجَعْتُ لِنَفْســي فاتَّهَمْتُ حَصاتــي ونادَيْتُ قَوْمي فاحتســبتُ حَياتي
اتهمت حصاتي: اتهمت عقلي و أفكاري (لأن العقل يحصي؛ أي يحفظ و يناط به حفظ المعلومات. (
احتسبت حياتي: عددتها عند الله فيما يُدَّخَر
الشرح: يتصور الشاعر أن اللغة العربية تتكلم عن نفسها ، فهي تقول بأنها عادت إلى نفسها تراجع دورها وأهميتها ، وأخذت تنادي أبناء العروبة للنهوض بها محتسبة ما فيها من ذخائر عند الله سبحانه و تعـالى.
رَمَوْني بِعُقْمٍ في الشَّــبابِ وَلَيْتَنـي عَقِمْتُ فَلَمْ أجْزَعْ لِقَوْلِ عُــداتــي
العقم: عدم الإنجاب وكنا بالعقم هنا عن ضيق اللغة وجمودها، لم أجزع : لم أخف
الشرح: اتهمني الأعداء بالعجز الخمول والجمود و ليتني كنت كذلك لعدم نهوض أبناء العروبة لنجدتي دون خوف مما يقوله الأعداء.

* الفكرة الثانية: سعة اللّغة العربيّة في احتوائها كل جديد فهي كالبحر الواسع الذي يوجد به كل شيء.

وَبقد سِــعْت اللغة العربية كِتـــابَ الله لَفْظا .... أي القرآن الكريم
وما ضِــقْت عَن أيٍ بِه وَعِظـــات أي العبرة
كتاب الله: القرآن الكريم المقدس عظات: مفردها عظة و هي العبرة.
الشرح: لقد استوعبت كل المعاني و الأفكار و العبارات و لم أعجز عن أي عظة أو فكرة وردت فيه .
كَيْفَ أَضيق اليَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلُة وَتَنْســـيقِ أَسْـــماء لِمُخْتَرَعــات؟
كيف أضيق: كيف أعجز وأستهين ، تنسيق الأسماء: التعبير عن الآلات الحديثة والمتطورة .
الشرح: : إنني قادرة على التعبير عن المعاني القرآنية المليئة بالأسرار فكيف أعجز عن التعبير وإعطاء المخترعات الحديثة الاسم العربي.
الصورة الأدبية : بين الشّاعر أن اللغة العربية في سعتها وقدرتها على صياغة الألفاظ والأفكار والمعاني بالبحر .

* الفكرة الثالثة: دور اللغة في عزة الأمة و تطورها ونهضتها، والأقوام تُعَزُّ بعز لغاتها فهي مجدها .

أَنا البَـحْر في أَحْشـــائِه دُّرُّ كامِن فَهَلْ سَأَلوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفاتي ؟
الأحشاء: الأمعاء الداخلية ، كامن: مختفي ، مستور, مخفي الدرّ: الجواهر. اللب
الشرح: تكلم الشاعر عن اللغة العربية ووصفها في سعتها وقدرتها على صياغة الألفاظ والأفكار والمعاني بالبحر الواسع كما تكلم عن الخبراء في اللغة العربية مصورا إياهم بالغواصين الذين يجلبون النفائس من أعماق البحر.
الصورة الأدبية :- الواسع كما أعطى صورة للخبير في اللغة العربية بالغواص الذي يجلب النفائس من أعماق البحر.
فَيا وَيْحَكُـمْ أبْلى وَتَبْـلى مَحاسِــني وَمِنْـكُمُ وإنْ عَــزَّ الدَّواءُ أُســـاتي
يا ويحكم: عبارة تقال للزجر والإعجاب، أبلى : أذوب وأختفي، عزّ الدواء: قل وفقد.
الأساة: جمع الآسي وهو الطبيب.
الشرح: تنادي اللّغة العربيّة أبناء الشعب العربي قائلة :"كيف تصمتون على هذه الجريمة عندما تبلى لغتكم و تذوب وتضمحل مع أنّ فيكم من العلماء في اللغة القادر على معالجتي؟"
الصورة الأدبية في الشطر الثاني: بين الشاعر أن اللغة العربية تشبه الإنسان المريض.
فــلا تَكِلــوني لِلــزَّمـــانِ فَإنَّــنــي أخـافُ عَلَيـكُـمْ أنْ تَحيـنَ وَفـاتـي
الشرح: لا تتركوني وحدي يا عرب لغدر الزمان وقسوته لأنني أخاف عليكم إن فعلتم أن تشهدوا وفاتي.
أرى لِرِجــالِ الغَـرْبِ عِـزّاً وَمَنْعَــةً وَكَـمْ عَــزَّ أقوامٌ بِعِــزِّ لُغـــاتِ
منعة: القوة.
الشرح: إن الدول الغربية عزيزة قوية لها أهميتها واحترامها، ذلك أن اللغة تكون في كثير من الأحيان سبب عزة أهلها و منعتهم ونجاحهم.
أَتَوْا أهْلَهُمْ بِالمُعْجِزاتِ تَفَنُّناً فَيا لَيْتَكُمْ تَأْتونَ بالكَلِماتِ!
أتوْا: جاؤوا، عادوا المعجزات: مفردها معجزة وهو الأمر الخارق للعادة.
الشرح: لقد جاء رجال الغرب بشتى أنواع الإبداع فيا ليت العرب يبدعون ولو في مجال اللغة والكلمة.
الفكرة الرابعة: الخطأ اللغوي في الصحف بعد هجر العرب للغتهم.
أرى كُلَ يَوْمٍ بِالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بِغَيْرِ أناةِ
المزلق: مكان الانزلاق، أي السقوط والزلل. بين لغة الجرائد آنذاك بالضعف والسهولة . يدنيني: يقربني.
الشرح: في كل يوم نشاهد ألوانا مختلفة من الخطأ في مادة اللغة العربية وخاصة في الجرائد التي تجعل اللغة العربية قريبة من نهايتها وموتها.
أيَهْجُرُني قَوْمي، عَفا اللهُ عنهُمُ إلى لُغَةٍ لَمْ تَتَّصِلْ بِرُواةِ؟
يهجرني: يتركني، لم تتصل برواة: أي لم يأخذها الخلف عن السلف .الحاليون عن السابقون ، بطريقة الرواية التي تحفظها من التغير، كما هو الشأن في العربية.
الشرح: كيف يمكن للعرب أن يهجروا لغتهم إلى لهجات عاميّة أخرى لا تراث لها ولا تاريخ ، ولم يذكرها الرواة.
الفكرة الخامسة: دعوة الكُتاب والأُدباء إلى العمل على إحياء اللغة من جديد .
إلى مَعْشَرِ الكُتّابِ والجَمْعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رَجائي بَعْد بَسْطِ شَكاتي
الجمع الحافل: محتشد ومجتمع ، بسطت: عرضت،
الشرح: إنني أتوجه إلى جميع الكتاب والشعراء والأدباء طالبة وراجية إنقاذي وإسعافي وقد عرضت عليهم هذه الشكوى وأنا الآن أرجوهم أن يأخذوا موقفا.
فَإِمّا حَياةٌ تَبْعَثُ الميْتَ في البِلى وتُنْبِتُ في تِلْكَ الرُّموسِ رُفاتي
البلى: القديم البالي، الرموس: جمع رمس وهو القبر، رفات: بقايا الميت. أشلائه
الشرح: إنني أرجو أن أبعث حية قوية شامخة كلغة عظيمة مرة أخرى ولكن إذا لم يستجب الأدباء وأهل الفكر فذلك معناه أنهم يحملونني إلى قبري.
وَإِمّا مِماتٌ لا قِيامَةَ بَعْدَهُ مَماتٌ لَعَمْري لَمْ يُقَسْ بِمَماتِ
لا قيامة بعده: لا نهوض بعده لعمري: صيغة قسم.
الشرح: فإن لم يستجب الأدباء والمفكرون وأهل الرأي فإن اللغة ستموت ميتة لا قيامة بعدها ولا قبلها .